[ ص: 3306 ] القول في تأويل قوله تعالى :
[ 129 ]
فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
فإن تولوا أي : أعرضوا عن الإيمان بك ، وناصبوك :
فقل حسبي الله أي : فاستعن به ، وفوض إليه ، فهو كافيك وناصرك عليهم .
وقال
القاشاني : أي : لا حاجة لي بكم ، ولا باستعانتكم ، كما لا حاجة للإنسان إلى العضو المألوم المتعفن الذي يجب قطعه عقلا ، أي : الله كافيني فلا مؤثر غيره ، ولا ناصر إلا هو ، كما قال :
لا إله إلا هو عليه توكلت أي : فوضت أمري إليه ، وبه وثقت :
وهو رب العرش العظيم أي : المحيط بك شيء ، يأتي منه حكمه وأمره إلى الكل ، وتخصيصه لكونه أعظم المخلوقات ، فيدخل ما دونه ، وقرئ ( العظيم ) بالرفع ، على أنه صفة الرب جل وعز .
تم ما علقناه صباح الاثنين في 24 رجب سنة 1322 هجرية ، في سدة
جامع السنانية بدمشق الشام ، اللهم يسر لنا بفضلك الإتمام ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله أجمعين إلى يوم الدين .
ويليه الجزء التاسع وفيه تفسير سور : يونس وهود ويوسف والرعد .