[ ص: 3461 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[ 61]
وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب وإلى ثمود عطف على ما سبق بيانه من قوله:
وإلى عاد أي وأرسلنا إلى
ثمود، وهي قبيلة من
العرب: أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض أي كونكم منها وحده، فإنه خلق
آدم، ومواد النطف التي خلق نسله منها، من التراب
واستعمركم فيها أي عمركم فيها، أو جعلكم عمارها، أي جعلكم قادرين على عمارتها، كقوله تعالى في الأعراف:
وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاستغفروه أي من الشرك،
ثم توبوا إليه بالتوحيد
إن ربي قريب مجيب أي قريب الرحمة لمن استغفره، مجيب دعاءه بالقبول.