القول في تأويل قوله تعالى:
[ 2 ]
إنا أنـزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون إنا أنـزلناه أي الكتاب المنعوت بما ذكر
قرآنا عربيا لعلكم تعقلون أي لكي تفهموه، وتحيطوا بمعانيه، ولا يلتبس عليكم. كما قال تعالى:
ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أو لتستعملوا فيه عقولكم، فتعلموا أن اقتصاصه كذلك، ممن لم يتعلم القصص، معجز، لا يمكن إلا بالإيحاء. أو: لعلكم تعقلون بإنزاله عربيا، ما تضمن من المعاني والأسرار، التي لا يتضمنها ولا يحتملها غيرها من اللغات، وذلك لأن لغة
العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم
[ ص: 3503 ] بالنفوس. قال بعضهم: نزل أشرف الكتب، بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وفي أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكمل له الشرف من كل الوجوه.