القول في تأويل قوله تعالى :
[44]
وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال .
قوله :
وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب يعني يوم القيامة :
فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا أي : ردنا إلى الدنيا وأمهلنا :
إلى أجل قريب أي : أمد من الزمان قريب :
نجب دعوتك أي : إلى الإقرار بتوحيدك وأسمائك الحسنى :
ونتبع الرسل أي : دعونا إليه من الشرائع .
أولم تكونوا أقسمتم على إضمار القول . أي : فيقال لهم توبيخا وتبكيتا تكونوا تحلفون :
من قبل يعني في الدنيا :
ما لكم من زوال أي : من دار الدنيا إلى دار أخرى للجزاء . كقوله تعالى :
وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت [ ص: 3738 ]