القول في تأويل قوله تعالى :
[47]
فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام .
فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله أي : من نصرهم المبين في قوله تعالى :
إنا لننصر رسلنا كتب الله لأغلبن أنا ورسلي وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض الآية .
واستظهر
أبو السعود : أن المعنى بالوعد هنا عذابهم الأخروي المتقدم في قوله تعالى :
إنما يؤخرهم ليوم إلخ ، ولا يخفى أن الوعد قد بين في مثل الآية الأخيرة والأوليين في معناها . والبيان يرفع اللبس. وإنما أوثر تقديم المفعول الثاني ، أعني (وعده ) على الأول وهو (رسله) للإيذان بالعناية به . فإن الآية في سياق الإنذار والتهديد للظالمين بما توعدهم الله به على ألسنة الرسل . فالمهم في التهديد ذكر الوعيد . كذا في (" الانتصاف ") .
وفي (" الكشف ") تقديمه للاعتناء به وكونه المقصود بالإفادة . وما ذكره ممن وقع الوعد على لسانه ، إنما ذكر بطريق التبع للإيضاح ، والتفصيل بعد الإجمال . وهو من أسلوب الترقي كما في قوله :
رب اشرح لي صدري و :
إن الله عزيز أي : غالب لا يماكر :
ذو انتقام من أعدائه ، نصرا لأوليائه .