القول في تأويل قوله تعالى :
[20-21]
وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننـزله إلا بقدر معلوم .
وجعلنا لكم فيها معايش أي : ما تعيشون به من المطاعم والملابس وغيرهما ، مما تقتضيه ضرورة الحياة :
ومن لستم له برازقين أي : من الأنعام والدواب وما أشبهها . قال القاضي : وفذلكة الآية الاستدلال بجعل الأرض ممدودة بمقدار وشكل معينين ، مختلفة الأجزاء في الوضع ، محدثة فيها أنواع النبات والحيوان المختلفة خلقة وطبيعة ، مع جواز أن لا يكون كذلك ، على كمال قدرته وتناهي حكمته. والتفرد في الألوهية والامتنان على العباد بما أنعم عليهم في ذلك; ليوحدوه ويعبدوه . ثم بالغ في ذلك وقال :
وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننـزله إلا بقدر معلوم [ ص: 3753 ] أي : وما من شيء إلا ونحن قادرون على إيجاده وتكوينه أضعاف ما وجد منه . شبه اقتداره على كل شيء وإيجاده بالخزائن المودعة فيها الأشياء ، المعدة لإخراج ما يشاء منها وما يخرجه إلا بقدر معلوم ، استعارة تمثيلية . أو شبه مقدوراته بالأشياء المخزونة التي لا يحوج إخراجها إلى كلفة واجتهاد ، استعارة مكنية ، ومعنى:
ننـزله أي : نوجده ونخرجه في عالم الشهادة . والقدر المعلوم : الأجل المعين له ، حسبما تقتضيه الحكمة ، وقوله تعالى :