القول في تأويل قوله تعالى :
[30]
وقيل للذين اتقوا ماذا أنـزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين .
وقيل للذين اتقوا وهم المؤمنون:
ماذا أنـزل ربكم قالوا خيرا أي : أنزل خيرا ، أي : رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به . ثم أخبر سبحانه عما وعد به عباده بقوله:
للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير أي: لمن أحسن عمله ، مكافأة في الدنيا بإحسانهم ، ولهم في الآخرة ما هو خير منها . فقوله : { في هذه الدنيا } متعلق بـ : { حسنة } كتعلقه بـ : { أحسنوا } . قال
الشهاب : والحسنة التي في الدنيا : الظفر وحسن السيرة وغير ذلك . وهذه الآية كقوله تعالى :
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وقوله :
فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وقال تعالى :
وما عند الله خير للأبرار [ ص: 3799 ] وقال :
والآخرة خير وأبقى ثم وصف تعالى الدار الآخرة بقوله :
ولنعم دار المتقين