القول في تأويل قوله تعالى :
[63-64]
تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم وما أنـزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون .
تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم أي : من الكفر والتكذيب والعناد :
فهو وليهم اليوم أي : قرينهم ، يغويهم . أو المراد باليوم : يوم القيامة . والولي بمعنى الناصر . وجعله ناصرا فيه ، مع أنهم لا ينصرون ؛ مبالغة في نفيه وتهكم ، على حد ( عتابه السيف ) :
ولهم عذاب أليم وما أنـزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه أي : فالقرآن هو الفرقان الفاصل بين الحق والباطل ، وكل ما يتنازع فيه :
وهدى أي : للقلوب :
ورحمة لقوم يؤمنون ثم أشار إلى عظيم قدرته في آياته الكونية الدالة على وحدانيته ، إثر قدرته في إحياء القلوب الميتة بالكفر ، بما أنزله من وحيه وهداه ورحمته ، بقوله :