القول في تأويل قوله تعالى :
[47-48]
نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا .
نحن أعلم بما يستمعون به أي : بسببه أو لأجله من الهزء والاستخفاف واللغو :
إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أي : سحر ، فجن فاختلط كلامه .
انظر كيف ضربوا لك الأمثال أي : مثلوك بالشاعر والساحر المجنون :
فضلوا أي : عن الحق والهداية بك :
فلا يستطيعون سبيلا أي : فلا يهتدون لطريق الحق لضلالهم عنه وبعدهم منه ، وأن الله قد خذلهم عن إصابته . أو المعنى فلا يستطيعون سبيلا إلى طعن يمكن أن يقبله أحد ، بل يخبطون بما لا يرتاب في بطلانه أحد . كالمتحير في أمره لا يدري ماذا يصنع .
[ ص: 3938 ]