القول في تأويل قوله تعالى:
[47]
ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا .
ويوم نسير الجبال أي: اذكر يوم نقلعها من أماكنها ونسيرها في الجو. كما
[ ص: 4068 ] ينبئ عنه قوله تعالى:
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب أو نسير أجزاءها بعد أن نجعلها هباء منبثا:
وترى الأرض بارزة لبروز ما تحت الجبال، أي: ظهوره، بنسفها وبروز ما عداه بزوال الجبال والكثب. حتى تبدو للعيان سطحا مستويا، لا بناء ولا شجر ولا معلم ولا ما سوى ذلك:
وحشرناهم أي: جمعناهم إلى موقف الحساب:
فلم نغادر أي: نترك:
منهم أحدا أي: لا صغيرا ولا كبيرا. كما قال:
قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم وقال:
ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود