القول في تأويل قوله تعالى:
[78]
فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم [79]
وأضل فرعون قومه وما هدى .
فأتبعهم فرعون بجنوده لأنه ندم على الإذن بتسريحهم من مصر، وأنهم قهروه على قلتهم كما قال:
إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون فتبعهم ومعه جنوده حتى لحقوهم، ونزلوا في الطريق الذي سلكوه. ففاجأهم الموج كما قال تعالى:
فغشيهم من اليم ما غشيهم أي: علاهم منه وغمرهم، ما لا يحاط بهوله:
وأضل فرعون قومه وما هدى أي: أوردهم الهلاك، بعتوه وعناده في الدنيا والآخرة. وما هداهم سبيل الرشاد.