القول في تأويل قوله تعالى:
[134]
ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى [135]
قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى .
ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله أي: من قبل إتيان البينة، أو
محمد عليه السلام:
لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل أي: بالعذاب الدنيوي:
ونخزى أي: بالعذاب الأخروي. أي: ولكنا لم نهلكهم قبل إتيانها.
[ ص: 4242 ] فانقطعت معذرتهم. فعند ذلك، قالوا:
بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نـزل الله من شيء قل أي: لأولئك الكفرة المتمردين:
كل أي: منا ومنكم:
متربص أي: منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم:
فتربصوا فستعلمون أي: عن قرب:
من أصحاب الصراط السوي أي: المستقيم:
ومن اهتدى أي: من الزيغ والضلالة. أي: هل هو النبي وأتباعه، أم هم وأتباعهم.
وقد حقق الله وعده. ونصر عبده. وأعز جنده. وهزم الأحزاب وحده. فله الحمد في الأولى والآخرة.