[ ص: 4280 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[55]
قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين [56]
قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين .
قالوا أجئتنا بالحق أي: بالجد في دعوى الرسالة ونسبتنا إلى الضلال:
أم أنت من اللاعبين قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري رحمه الله: الضمير في (فطرهن) للسماوات والأرض أو للتماثيل. وكونه للتماثيل أدخل في تضليلهم وأثبت للاحتجاج عليهم. أي: لدلالته صراحة على كونها مخلوقة غير صالحة للألوهية، بخلاف الأول، وجوابه عليه السلام إما إضراب عما بنوا عليه مقالتهم في اعتقاد كونها أربابا لهم، كما يفصح عنه قولهم:
نعبد أصناما فنظل لها عاكفين كأنه قيل ليس الأمر كذلك بل:
ربكم الآية. أو إضراب عن كونه لاعبا بإقامة البرهان على ما ادعاه. وقوله:
من الشاهدين أي: المبرهنين عليه بالحجة، لا لقولكم العاطل منها.