القول في تأويل قوله تعالى :
[101]
فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ أي : لشدة الهول من هجوم ما شغل البال حتى زال به التعاطف والتآلف ، إذ :
يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ونفي نفع النسب ، إذا دهم مثل ذلك معروف . كما قال :
لا نسب اليوم ولا خلة اتسع الخرق على الراقع
[ ص: 4418 ] ولا يتساءلون أي : لا يسأل بعضهم بعضا ، لعظم الفزع وشدة ما بهم من الأهوال ، وذهولهم عما كان بينهم من الأحوال ، فتنقطع العلائق والوصل التي كانت بينهم ، وجلي أن نفي التساؤل إنما هو وقت النفخ ، كما دل عليه قوله : { فإذا } أي : فوقت القيام من القبور وهول المطلع يشتغل كل بنفسه . وأما ما بعده فقد يقع التساؤل ، كما قال تعالى :
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون لأن يوم القيامة يوم ممتد . ففيه مشاهد ومواقف . فيقع في بعضها تساؤل وفي بعضها دهشة تمنع منه .
تنبيه :
روى هنا بعض المفسرين أخبارا في نفع النسب النبوي . وحبذا لو روي شيء منها في الصحيحين ، أو في مسانيد من التزم الصحة .