القول في تأويل قوله تعالى:
[214 - 219]
وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين .
[ ص: 4648 ] "
وأنذر عشيرتك الأقربين أي: الأدنين. وإنه لا يخلص أحدا منه إلا إيمانه بربه عز وجل. وقد قال عليه الصلاة والسلام لما نزلت عليه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657312« يا nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة ابنة محمد ! يا nindex.php?page=showalam&ids=252صفية ابنة عبد المطلب ! لا أملك لكم من الله شيئا. أنقذوا أنفسكم من النار » . وقد بسط الأحاديث الواردة في ذلك،
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير . فراجعه. وقوله تعالى:
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين أي: لين جانبك لهم. مستعار من حال الطائر. فإنه إذا أراد أن ينحط خفض جناحه:
فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم أي: من النوم إلى التهجد:
وتقلبك في الساجدين أي: المصلين. أي: تصرفك فيما بينهم بالقيام والركوع والسجود، إذا أممتهم. يعني: يراك وحدك ويراك في الجمع. والتوصيف بذلك للتذكير بالعناية بالصلاة ليلا وجمعا وفرادى. أو معنى الآية: لا يخفى عليه حالك، كلما قمت وتقلبت مع الساجدين، في كفاية أمور الدين. أو هي كناية عن رعايته صلوات الله عليه، والعناية به. كقوله تعالى:
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا