[ ص: 4694 ] بسم الله الرحمن الرحيم
28-
سورة القصص
سميت به لاشتمالها على قوله تعالى:
فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين الدالة على أن من هرب من مكان الأعداء، إلى مكان الأنبياء اعتبارا بقصصهم الدالة على نجاة الهاربين، وهلاك الباقين بمكان الأعداء- أمن من الهلاك. وهذا أيضا من أعظم مقاصد القرآن، مع اشتمالها على ما لا يشتمل عليه غيرها من أنباء
موسى، أفاده
المهايمي.
والسورة مكية كلها. وقيل إلا من قوله تعالى:
الذين آتيناهم الكتاب إلى قوله
الجاهلين فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها نزلت هي وآخر الحديد في أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي الذين قدموا وشهدوا وقعة
أحد.
وقوله تعالى:
إن الذي فرض عليك القرآن الآية، لما روي من نزولها
بالجحفة حين الهجرة إلى
المدينة. والله أعلم. وهي ثمان وثمانون آية، بالاتفاق.
[ ص: 4695 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[1 - 4]
طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين طسم تقدم الكلام على هذه الحروف غير ما مرة:
تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون أي: نقرأ عليك، بواسطة الروح الأمين، تلاوة ملتبسة بالحق. كما قال تعالى:
نحن نقص عليك أحسن القصص ثم استأنف ما يجري مجرى التفسير للمجمل الموعود، بقوله:
إن فرعون علا في الأرض أي: تكبر وتجاوز الحد في الطغيان، في أرض
مصر: وجعل أهلها شيعا أي: فرقا وأصناما في استخدامه وطاعته:
يستضعف طائفة منهم وهم بنو إسرائيل:
يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم وذلك إماتة لرجالهم، وتقليلا لعددهم، كيلا يكثروا فينازعوه الملك:
إنه كان من المفسدين أي: المتمكنين في الإفساد وقهر العباد.
ثم أشار تعالى إلى فرجه الذي جعله لتلك الطائفة، بقوله: