[ ص: 4821 ] بسم الله الرحمن الرحيم
33- سورة الأحزاب
سميت بها، لأن قصتها معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. متضمنة لنصره بالريح والملائكة. بحيث كفى الله المؤمنين القتال. وقد ميز بهم بين المؤمنين والمنافقين. وهذا من أعظم مقاصد القرآن. أفاده
المهايمي.
وهي مدنية. وآياتها ثلاث وسبعون آية. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب قال: لقد رأيتها وإنها تعادل سورة البقرة. ولقد قرأنا فيها (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم).
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : وهو يقتضي أنه قد كان فيها قرآن ثم نسخ لفظه وحكمه أيضا.
والله أعلم. انتهى.
قلت: كان يصح هذا الاقتضاء، لو كان هذا الأثر صحيحا. أما ولم يخرجه أرباب الصحاح، فهو من الضعف بمكان.
[ ص: 4822 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[1]
يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما .
يا أيها النبي اتق الله نودي صلوات الله عليه بوصفه دون اسمه، تعظيما له. وباب المخاطبة يعدل فيها عن النداء بالاسم تكريما للمخاطب، ولا كذلك باب الأخبار فقد يصرح فيها بالاسم، والتعظيم باق كآية:
محمد رسول الله لتعليم الناس بأنه رسول الله، وتلقينهم أن يسموه بذلك، ويدعوه به، وأمره عليه السلام بالتقوى تفخيما وتعظيما للتقوى نفسها، حيث أمر بها مثله; فإن مراتبها لا تنتهي، مع أن المقصود الدوام والثبات عليها، ولم يجعل الأمر لأمته كما في نظائره; لأن سياق ما بعده لأمر يخصه، كقصة
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد رضي الله عنه:
ولا تطع الكافرين والمنافقين أي: لا توافقهم على أمر، ولا تقبل لهم رأيا ولا مشورة، وجانبهم واحترس منهم; فإنهم أعداء الله وأعداء المؤمنين، لا يريدون إلا المضارة والمضادة:
إن الله كان عليما حكيما أي: فهو أحق بأن تتبع أوامره ويطاع; لأنه العليم بعواقب الأمور، وبالمصالح من المفاسد، والحكيم الذي لا يفعل شيئا، ولا يأمر به، إلا بداعي الحكمة.