[ ص: 4860 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[35]
إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما .
إن المسلمين والمسلمات أي: المنقادين في الظاهر لحكم الله من الذكور والإناث:
والمؤمنين والمؤمنات أي: المصدقين بما يجب أن يصدق به في القلب:
والقانتين والقانتات أي: بإدامة شغف الجوارح في الطاعات:
والصادقين والصادقات في القول بمجانبة الكذب، والعمل بتجريد الإخلاص لوجهه تعالى فلا يكون في طاعتهم رياء:
والصابرين والصابرات أي: على البأساء والضراء والنوائب، وعلى القيام بالعبادة والثبات عليها:
والخاشعين والخاشعات أي: المتواضعين لله بقلوبهم وجوارحهم. و(الخشوع): السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع، والحامل عليه الخوف منه تعالى ومراقبته:
والمتصدقين والمتصدقات أي: بالإحسان إلى الفقراء والبؤساء الذين لا كسب لهم ولا كاسب، فيعطون من فضول أموالهم طاعة لله وإحسانا إلى خلقه وإتماما للخشوع:
والصائمين والصائمات أي: الآتين بما طلب منهم من الصيام المورث للتقوى والرحمة على من يتضور جوعا ويتصبر فقرا:
والحافظين فروجهم والحافظات أي: عن إبدائها وإراءتها، حياء وكفا عن مثار الشهوة المحرمة، أو عن الحرام والفجور:
والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أي: بقلوبهم وألسنتهم:
أعد الله لهم مغفرة أي: بسبب ما عملوا من الحسنات المذكورة غفرانا لما اقترفوا من الصغائر; لأنها مكفرة بذلك:
وأجرا عظيما أي: ثوابا وافرا في الجنة، وقوله تعالى: