[ ص: 4936 ] 34- سورة سبأ
سميت بها لتضمن قصتها آية تدل على
نعيم الجنة في السعة وعدم الكلفة والخلو عن الآفة ، وتبدلها بالنقم، لمن كفر بالمنعم.. وهذا من أعظم مقاصد القرآن.
قاله
المهايمي . وهي مكية. واستثني منها
ويرى الذين أوتوا العلم الآية.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=hadith&LINKID=665516عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! ألا أقاتل من أدبر من قومي؟ الحديث. وفيه: وأنزل في سبأ ما أنزل. فقال رجل: يا رسول الله! وما سبأ ؟ الحديث.
قال
ابن الحصار : هذا يدل على أن هذه القصة مدنية. لأن مهاجرة
فروة بعد إسلام
ثقيف سنة تسع.
قال: ويحتمل أن يكون قوله (وأنزل) حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرته.
أفاده في (الإتقان) وآيها أربع وخمسون.
[ ص: 4937 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[ 1 ]
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير .
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض خلقا وملكا، وتصرفا بما شاء:
وله الحمد في الآخرة أي: في النشأة الآخرة. قال
الشهاب :
السماوات والأرض عبارة عن هذا العالم بأسره .
وهو يشتمل على النعم الدنيوية. فعلم من التوصيف بقوله: { الذي } إلخ، أنه محمود على نعم الدنيا، ولما قيد الثاني بكونه في الآخرة، علم أن الأول محله الدنيا فصار المعنى: أنه
المحمود على نعم الدنيا فيها، وعلى نعم الآخرة فيها . أو هو من باب الاحتباك، وأصله: الحمد لله إلخ. في الدنيا، وله ما في الآخرة والحمد فيها، فأثبت في كل منها ما حذف من الآخرة.
وقوله تعالى:
وله الحمد معطوف على الصلة، أو اعتراض، إن كانت جملة: { يعلم } حالية:
وهو الحكيم أي: الذي
أحكم أمور الدارين ودبرها بحكمته :
الخبير أي: بخلقه وأعمالهم وسرائرهم، ثم ذكر مما يحيط به علما قوله: