القول في تأويل قوله تعالى:
[ 6 - 8 ]
ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنـزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد .
ويرى أي: يعلم:
الذين أوتوا العلم الذي أنـزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد أي: دينه وشرعه:
وقال الذين كفروا أي: من
قريش :
هل ندلكم على رجل يعنون النبي صلى الله عليه وسلم:
ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق أي: فرقتم كل تفريق، بحيث صرتم ترابا ورفاتا:
إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أي: فيما قاله:
أم به جنة أي: جنون تخيل به ذلك. فرد تعالى عليهم ما نعى به سوء حالهم بقوله:
بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد أي: المتناهي أمره; فإن من يدعى إلى الصلاح والرشاد، ونبذ الهوى والفساد، فيرمي الداعي بالفرية والجنون، لمغرق في الجهالة ، ومبعد أي بعد في الضلالة، ثم أشار إلى تهويل تلك العظيمة التي تفوهوا بها، وإنها موجبة لنزول أشد العذاب، بقوله سبحانه: