القول في تأويل قوله تعالى:
[ 18 ]
قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم .
قالوا إنا تطيرنا بكم أي: تشاءمنا بكم، فكان إذا حدث في البلد ما يسيء من حريق أو بلاء، نسبوه إليهم. وذلك أنهم كرهوا دينهم ونفرت منه نفوسهم، وعادة الجهال أن يتيمنوا بكل شيء مالوا إليه واشتهوه، وآثروه وقبلته طباعهم، ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه; فإن أصابهم نعمة أو بلاء قالوا ببركة هذا وبشؤم هذا، كما حكى الله عن القبط :
وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه وعن مشركي
مكة :
وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك أفاده
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لئن لم تنتهوا أي: عن دعوتكم إلى التوحيد:
لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم