القول في تأويل قوله تعالى:
[ 177 ]
فإذا نـزل بساحتهم فساء صباح المنذرين .
فإذا نـزل بساحتهم أي: بقربهم وفنائهم:
فساء صباح المنذرين أي: فبئس الصباح صباح من أنذرتهم بالرسل فلم يؤمنوا; لأنه يوم هلاكهم ودمارهم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : مثل العذاب النازل بهم، بعد ما أنذروا فأنكروه، بجيش أنذر بهجومه بعض نصاحهم فلم يلتفتوا إلى إنذاره، ولا أخذوا أهبتهم، ولا دبروا أمرهم تدبيرا ينجيهم، حتى أناخ بفنائهم بغتة فشن عليهم الغارة، وقطع دابرهم. وكانت عادة مغاويرهم أن يغيروا صباحا. فسميت الغارة (صباحا)، وإن وقعت في وقت آخر. وما فصحت هذه الآية ولا كانت لها الروعة التي تحس بها ويروقك موردها على نفسك وطبعك، إلا لمجيئها على طريقة التمثيل. انتهى. أي: فهي استعارة تمثيلية، أو في الضمير استعارة مكنية، والنزول تخييلية.