القول في تأويل قوله تعالى:
[ 12، 13]
ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير هو الذي يريكم آياته وينـزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب .
ذلكم أي: ذلكم الذي أنتم فيه من العذاب، وأن لا سبيل إلى خروج قط:
بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا أي: بسبب إنكاركم أن الألوهية له خالصة، وقولكم:
أجعل الآلهة إلها واحدا وإيمانكم بالشرك:
فالحكم لله العلي الكبير أي: فالقضاء له وحده لا للغير. فلا سبيل إلى النجاة لعلوه وكبريائه، فلا يمكن لأحد رد حكمته وعقابه:
هو الذي يريكم آياته أي: من الريح، والسحاب، والرعد، والبرق، والصواعق، ونحوها:
وينـزل لكم من السماء رزقا أي: مطرا. وإفراده بالذكر من بين الآيات، لعظم نفعه، وتسبب حياة كل شيء عنه:
وما يتذكر إلا من ينيب أي: وما يتعظ بآياته تعالى، إلا من يرجع إليه بالتوبة والإنابة.