القول في تأويل قوله تعالى:
[46 - 47]
أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون أم تسألهم أجرا أي: على ما أتيتهم به من النصيحة، ودعوتهم إليه من الحق.
فهم من مغرم مثقلون أي: من عزة ذلك الأجر مثقلون، أي: أثقلهم الأداء، فتحاموا لذلك قبول نصيحتك، وتجنبوا الدخول فيما دعوتهم إليه. والمعنى: لم تطلب منهم على الهداية والتعليم أجرا فيثقل عليهم حمله حتى يثبطهم عن الإيمان.
أم عندهم الغيب فهم يكتبون أي: منه ما يحكمون به، فيجادلونك بما فيه، ويزعمون أنهم على كفرهم بربهم أفضل منزلة عند الله من أهل الإيمان به، وأنهم مستغنون عن وحيه وتنزيله.
[ ص: 5908 ]