القول في تأويل قوله تعالى:
[ 15 - 16 ]
هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى هل أتاك حديث موسى أي: خبره حين ناجاه ربه تعالى. قال
أبو السعود: ومعنى "هل أتاك" إن اعتبر هذا أول ما أتاه صلى الله عليه وسلم من حديثه عليه السلام، ترغيب له في استماع حديثه، كأنه قيل: هل أتاك حديثه؟ أنا أخبرك به. وإن اعتبر إتيانه قبل هذا، وهو المتبادر من الإيجاز في الاقتصاص، حمله صلى الله عليه وسلم على أن يقر بأمر يعرفه قبل ذلك، كأنه قيل: أليس قد أتاك حديثه؟
وقال
الشهاب: المقصود من الاستفهام التذكير لا التقرير، كما قيل. ولا مجافاة في المعنى على كل، كما لا يخفى.
إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى إلى حين ناداه بالوادي المطهر المبارك، وهو واد في أسفل جبل طور سيناء من برية فلسطين.
"إذ" ظرف للحديث لا للإتيان، لاختلاف وقتيهما "طوى" اسم لذلك الوادي، ومصدر لنادى، أو المقدس، أي: ناداه ندائين، أو المقدس مرة بعد أخرى.