[ ص: 6136 ] بسم الله الرحمن الرحيم
88- سورة الغاشية
مكية. وآيها ست وعشرون. وقد تقدم حديث
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (سبح اسم ربك الأعلى والغاشية) في صلاة العيد ويوم الجمعة.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16867الإمام مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=667667أن nindex.php?page=showalam&ids=190الضحاك بن قيس سأل nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير : بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة؟ قال: هل أتاك حديث الغاشية (رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود وغيرهما).
[ ص: 6137 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[ 1 - 9 ]
هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية هل أتاك حديث الغاشية أي: خبرها وقصتها، وهي القيامة.
وأصل الغاشية الداهية التي تغشى الناس بشدائدها. والاستفهام للتعظيم والتعجب مما في حيزه، مع تقريره.
وجوه يومئذ خاشعة أي: ذليلة. وهي وجوه أهل الكفر بالحق والجحود له. والمراد بالوجوه الذوات.
عاملة ناصبة قال
القاشاني: أي: تعمل دائبا أعمالا صعبة تتعب فيها، كالهوي في دركات النار، والارتقاء في عقباتها، وحمل مشاق الصور والهيئات المتعبة المثقلة من آثار أعمالها. أو عاملة من استعمال الزبانية إياها في أعمال شاقة فادحة من جنس أعمالها التي ضريت بها في الدنيا، وأتعابها فيها من غير منفعة لهم منها إلا التعب والعذاب.
[ ص: 6138 ] وجوز أن يكون
عاملة ناصبة إشارة إلى عملهم في الدنيا، أي: عملت ونصبت في أعمال لا تجدي عليها في الآخرة. فيكون بمنزلة حابطة أعمالها. أو جعلت أعمالها هباء منثورا كما يدل عليه آيات أخر، ويؤيده مقابلة هذه الآية، لقوله في أهل الجنة
لسعيها راضية وذلك السعي هو الذي كان في الدنيا. والله أعلم.
تصلى نارا حامية أي: تدخل نارا متناهية في الحرارة. قال
القاشاني: أي: مؤذية مؤلمة بحسب ما تزاولها في الدنيا من الأعمال.
تسقى من عين آنية أي: بلغت غايتها في شدة الحر.
ليس لهم طعام إلا من ضريع وهو من جنس الشوك، ترعاه الإبل ما دام رطبا، فإذا يبس تحامته، وهو سم قاتل. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : الضريع عند العرب نبت يقال له: الشبرق، وتسميه أهل
الحجاز الضريع، إذا يبس. ولا منافاة بين هذه الآية وآية:
ولا طعام إلا من غسلين لأن العذاب ألوان، والمعذبون طبقات فمنهم أكلة الزقوم، ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع، وقيل: الضريع مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه حتى للإبل التي تلتذ برعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوما أو غسلينا.
لا يسمن أي: لا يخصب البدن
ولا يغني من جوع أي: لا يسكن داعية النفس ولا نهمها من أجله.
وجوه يومئذ ناعمة أي: ذات حسن، على أنه من النعومة، كناية عن حسن المنظر. أو ناعمة بمعنى متنعمة، على أنه من النعيم.
لسعيها راضية أي: لعملها الذي عملته في الدنيا وجدها في طريق البر واكتساب الفضائل، شاكرة لا تندم ولا تتحسر.
[ ص: 6139 ]