القول في تأويل قوله تعالى:
[ 21 - 26 ]
فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم فذكر أي: من أرسلت إليه بآياته تعالى التي تسوق إلى الإيمان بخالقها الفطرة
إنما أنت مذكر أي: مبلغ ما نسي من أمره تعالى:
لست عليهم بمصيطر أي: بمتسلط تقهرهم على الإيمان. وقرئ بالصاد على إبدالها من السين.
إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر وهو
عذاب جهنم. والاستثناء منقطع، أي: لكن من تولى وكفر، فإن لله الولاية والقهر، فهو يعذبه العذاب الأكبر على جحده الحق.
إن إلينا إيابهم أي: رجوعهم ومعادهم بالموت والبعث. والجملة تعليل لتعذيبه تعالى بالعذاب الأكبر. وجمع الضمير فيه وفيما بعده، باعتبار معنى "من" كما أن إفراده قبل باعتبار لفظها.
ثم إن علينا حسابهم أي: فنجازيهم بالعذاب الأكبر; فإن القهر والغلبة له تعالى وحده.