القول في تأويل قوله تعالى:
[ ص: 1328 ] فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا [55]
فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه حكاية لما صدر عن أسلافهم، أي: فمن جنس هؤلاء الحاسدين وآبائهم من آمن بما أوتي آل إبراهيم، ومنهم من كفر به وأعرض عنه وسعى في صد الناس عنه، وهو منهم ومن جنسهم، أي: من بني إسرائيل، وقد اختلفوا عليه، فكيف بك يا
محمد ولست من بني إسرائيل؟ فالكفرة منهم أشد تكذيبا لك وأبعد عما جئتهم به من الهدى والحق المبين، وفيه تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك ديدنهم المستمر.
وكفى بجهنم سعيرا أي: نارا مسعرة يعذبون بها على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله، ثم أخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله فقال: