[ ص: 1723 ] القول في تأويل قوله تعالى:
ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما [164]
ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل أي: في السور المكية.
ورسلا لم نقصصهم عليك أي: لم نسمهم لك في القرآن، وقد أحصى بعض المدققين أنبياء اليهود والنصارى ورسلهم فوجد عددهم لا يتجاوز الخمسين.
روي في عدتهم أحاديث تكلم في أسانيدها، منها:
حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=930879إن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر صححه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان، وخالفه
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي فذكره في "موضوعاته" واتهم به
إبراهيم بن هاشم ، وقد تكلم فيه غير واحد.
وكلم الله موسى تكليما يعني خاطبه مخاطبة من غير واسطة؛ لأن تأكيد (كلم) بالمصدر يدل على تحقيق الكلام، وأن
موسى - عليه السلام - سمع كلام الله بلا شك، لأن أفعال المجاز لا تؤكد بالمصادر، فلا يقال: أراد الحائط يسقط إرادة، وهذا رد على من يقول: إن الله خلق كلاما في محل، فسمع
موسى ذلك الكلام.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : العرب تسمي كل ما يوصل إلى الإنسان كلاما، بأي طريق وصل، لكن لا تحققه بالمصدر، وإذا حقق بالمصدر لم يكن إلا حقيقة الكلام، فدل قوله تعالى: (تكليما) على أن
موسى قد سمع كلام الله حقيقة من غير واسطة.
قال بعضهم: كما أن الله تعالى خص
موسى - عليه السلام - بالتكليم وشرفه به ولم يكن ذلك قادحا في نبوة غيره من الأنبياء - فكذلك إنزال التوراة عليه جملة واحدة لم يكن قادحا في نبوة من أنزل عليه كتابه منجما من الأنبياء، كذا في "اللباب".