[ ص: 107 ] وسئل عن معنى قول من يقول : " حب الدنيا رأس كل خطيئة " فهل هي من جهة المعاصي ؟ أو من جهة جمع المال ؟ .
فأجاب : ليس هذا محفوظا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هو معروف عن جندب بن عبد الله البجلي من الصحابة ويذكر عن المسيح ابن مريم عليه السلام وأكثر ما يغلو في هذا اللفظ المتفلسفة ومن حذا حذوهم من الصوفية على أصلهم في تعلق النفس إلى أمور ليس هذا موضع بسطها .
فحرص الرجل على المال والشرف يوجب فساد الدين فأما مجرد الحب الذي في القلب إذا كان الإنسان يفعل ما أمره الله به ويترك ما نهى الله عنه . ويخاف مقام ربه وينهى النفس عن الهوى فإن الله لا يعاقبه على مثل هذا إذا لم يكن معه عمل وجمع المال إذا قام بالواجبات فيه ولم يكتسبه من الحرام لا يعاقب عليه ; لكن إخراج فضول المال والاقتصار على الكفاية أفضل وأسلم وأفرغ للقلب وأجمع للهم وأنفع في الدنيا والآخرة .