ثم في ثاني يوم قال رجل : أنت قلت : الفقر هو الله فقال الصوفي : أنا قرأت في كتاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=597059من رآني آمن بي } وأنا رأيت الفقر فآمنت به والفقر هو الله .
فأجاب : الحمد لله .
أما الحديث كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع كونه كذبا مناقض للعقل والدين ; فإنه ليس كل من رآه آمن به ; بل قد رآه كثير مثل الكفار والمنافقين . وقول القائل : آمنت بالفقر أو كفرت بالفقر هو من الكلام الباطل ; بل هو [ ص: 117 ] كفر يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل والله سبحانه هو الغني والخلق هم الفقراء إليه .
فإذا كان الذين قالوا إنه فقير قد توعدهم بهذا فكيف بمن يقول له الفقر ؟
و " المصدر " أبلغ من الصفة وإذا كان منزها على أن يوصف بذلك فكيف يجعل المصدر اسما له ؟
ولو قال القائل : أردت بذلك الفقر هو إرادة الله ولم يكن في السياق ما يقتضي تصديقه لم يقبل ذلك منه وإن كان في السياق ما يقبل تصديقه نهي عن العبارة الموهومة وأمر بالعبارة الحسنة .
[ ص: 118 ] و " الفقر " وصف مشترك بينه وبين سائر الفقراء سواء أريد به الشرعي وهو عدم المال أو الفقر الاصطلاحي وهو مكارم الأخلاق والزهد مع أن لفظه في كلامه وكلام أصحابه لا يراد به إلا الفقر الشرعي دون الاصطلاحي والله أعلم .