فصل وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات فلا يتميزون بلباس دون لباس إذا كان كلاهما مباحا ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ظفره إذا كان مباحا كما قيل : كم من صديق في قباء وكم من زنديق في عباء ; بل يوجدون في جميع أصناف أمة محمد صلى الله عليه وسلم إذا لم يكونوا من أهل البدع الظاهرة والفجور فيوجدون في أهل القرآن وأهل العلم ويوجدون في أهل الجهاد والسيف ويوجدون في التجار والصناع والزراع .
[ ص: 195 ] وكان السلف يسمون أهل الدين والعلم " القراء " فيدخل فيهم العلماء والنساك ثم حدث بعد ذلك اسم " الصوفية والفقراء " .
واسم " الصوفية " هو نسبة إلى لباس الصوف ; هذا هو الصحيح وقد قيل إنه نسبة إلى صفوة الفقهاء وقيل إلى صوفة بن أد بن طانجة قبيلة من العرب كانوا يعرفون بالنسك وقيل إلى أهل الصفة وقيل إلى الصفا وقيل إلى الصفوة وقيل إلى الصف المقدم بين يدي الله تعالى وهذه أقوال ضعيفة فإنه لو كان كذلك لقيل صفي أو صفائي أو صفوي أو صفي ولم يقل صوفي .