[ ص: 369 ] قال شيخ الإسلام في قول القائل : أسألك بحق السائلين عليك وما في معناه ؟ .
الجواب : أما قول القائل أسألك بحق السائلين عليك : فإنه قد روي في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابن ماجه ; لكن لا يقوم بإسناده حجة ; وإن صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان معناه : أن حق السائلين على الله أن يجيبهم وحق العابدين له أن يثيبهم وهو كتب ذلك على نفسه .
وكدعاء الثلاثة : الذين أووا إلى الغار لما سألوه بأعمالهم الصالحة التي وعدهم أن يثيبهم عليها . ا ه . [ ص: 370 ] ولما كان الشيخ في قاعة الترسيم دخل إلى عنده ثلاثة رهبان من الصعيد فناظرهم وأقام عليهم الحجة بأنهم كفار وما هم على الذي كان عليه إبراهيم والمسيح . فقالوا له : نحن نعمل مثل ما تعملون : أنتم تقولون بالسيدة nindex.php?page=showalam&ids=12329نفيسة ونحن نقول بالسيدة مريم وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن nindex.php?page=showalam&ids=12329نفيسة وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين قبلكم ونحن كذلك فقال لهم وأي من فعل ذلك ففيه شبه منكم وهذا ما هو دين إبراهيم الذي كان عليه فإن الدين الذي كان عليه إبراهيم عليه السلام أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له ولا صاحبة له ولا ولد له ولا نشرك معه ملكا ولا شمسا ولا قمرا ولا كوكبا ولا نشرك معه نبيا من الأنبياء ولا صالحا { إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } . وأن الأمور التي لا يقدر عليها غير الله لا تطلب من غيره مثل إنزال المطر وإنبات النبات وتفريج الكربات والهدى من الضلالات وغفران الذنوب ; فإنه لا يقدر أحد من جميع الخلق على ذلك ولا يقدر عليه إلا الله . والأنبياء عليهم الصلاة والسلام نؤمن بهم ونعظمهم ونوقرهم ونتبعهم [ ص: 371 ] ونصدقهم في جميع ما جاءوا به ونطيعهم . كما قال نوح ; وصالح وهود وشعيب : { أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } فجعلوا العبادة والتقوى لله وحده ; والطاعة لهم ; فإن طاعتهم من طاعة الله .
فلو كفر أحد بنبي من الأنبياء وآمن بالجميع ما ينفعه إيمانه حتى يؤمن بذلك النبي ; وكذلك لو آمن بجميع الكتب وكفر بكتاب كان كافرا حتى يؤمن بذلك الكتاب وكذلك الملائكة واليوم الآخر فلما سمعوا ذلك منه قالوا : الدين الذي ذكرته خير من الدين الذي نحن وهؤلاء عليه . ثم انصرفوا من عنده .