} فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ذلك في الحل والحرم وسماهن فواسق ; لأنهن يفسقن : أي يخرجن على الناس ويعتدين عليهم فلا يمكن الاحتراز منهن كما لا يحترز من السباع العادية فيكون [ ص: 610 ] عدوان هذا أعظم من عدوان كل ذي ناب من السباع وهن أخبث وأحرم .
مثل أدهان معروفة يذهبون ويمشون [ في النار ] ومثل ما يشربه أحدهم مما يمنع سم الحية : مثل أن يمسكها بعنقصتها حتى لا تضره ومثل أن يمسك الحية المائية ومثل أن يسلخ جلد الحية ويحشوه طعاما وكم قتلت الحيات من أتباع هؤلاء ومثل أن يمسح جلده بدم أخوين ; فإذا عرق في السماع ظهر منه ما يشبه الدم ويصنع لهم أنواعا من الحيل والمخادعات .
" النوع الثاني " وهم أعظم : عندهم أحوال شيطانية تعتريهم عند السماع الشيطاني فتنزل الشياطين عليهم كما تدخل في بدن المصروع ويزيد أحدهم كما يزيد المصروع وحينئذ يباشر النار والحيات [ ص: 611 ] والعقارب ويكون الشيطان هو الذي يفعل ذلك كما يفعل ذلك من تقترن بهم الشياطين من إخوانهم الذين هم شر الخلق عند الناس من الطائفة التي تطلبهم الناس لعلاج المصروع وهم من شر الخلق عند الناس فإذا طلبوا تحلوا بحلية المقاتلة ويدخل فيهم الجن فيحارب مثل الجن الداخل في المصروع ويسمع الناس أصواتا ويرون حجارة يرمى بها ولا يرون من يفعل ذلك ويرى الإنسي واقفا على رأس الرمح الطويل .
وإنما الواقف هو الشيطان ويرى الناس نارا تحمى . ويضع فيها الفؤوس والمساحي ثم إن الإنسي يلحسها بلسانه وإنما يفعل ذلك الشيطان الذي دخل فيه ويرى الناس هؤلاء يباشرون الحيات والأفاعي وغير ذلك ويفعلون من الأمور ما هو أبلغ مما يفعله هؤلاء المبتدعون الضالون المكذبون الملبسون الذين يدعون أنهم أولياء الله وإنما هم من أعاديه المضيعين لفرائضه المتعدين لحدوده .
والجهال لأجل هذه الأحوال الشيطانية والطبيعية يظنوهم أولياء الله ; وإنما هذه الأحوال من جنس أحوال أعداء الله الكافرين والفاسقين . ولا يجوز أن يعان من هؤلاء على ترك المأمور ولا فعل المحظور ولا إقامة مشيخة تخالف الكتاب والسنة ولا أن يعطي رزقه على مشيخة يخرج بها من طاعة الله ورسوله وإنما يعان بالأرزاق من قام بطاعة الله ورسوله ودعا إلى طاعة الله ورسوله والله أعلم .