وكذلك لو قدرنا أن الزاني زنى وهو خائف من الله وجل من عذابه والشارب يشرب لاهيا غافلا لا يراقب الله . كان ذنبه أعظم من هذا الوجه .
فقد يقترن بالذنوب ما يخففها وقد يقترن بها [ ص: 660 ] ما يغلظها .
كما أن الحسنات قد يقترن بها ما يعظمها وقد يقترن بها ما يصغرها .
فكما أن الحسنات أجناس متفاضلة وقد يكون المفضول في كثير من المواضع أفضل مما جنسه فاضل .
فكذلك السيئات .
فالصلاة أفضل من القراءة والقراءة أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء ; مع أن القراءة والذكر والدعاء بعد الفجر وبعد العصر أفضل من تحري صلاة التطوع في ذلك وكذلك التسبيح في الركوع والسجود أفضل من قراءة القرآن فيه وقد يكون بعض الناس انتفاعه بالذكر والدعاء أعظم من انتفاعه بالقراءة فيكون أفضل في حقه .
فهكذا السيئات .
وإن كان القتل أعظم من الزنا والزنا أعظم من الشرب .
فقد يقترن بالشرب من المغلظات ما يصير به أغلظ من بعض ضرر الزنا .