وأما " التفاسير " التي في أيدي الناس فأصحها " تفسير محمد بن جرير الطبري " فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير والكلبي والتفاسير غير المأثورة بالأسانيد كثيرة كتفسير nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وعبد بن حميد ووكيع وابن أبي قتيبة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه .
[ ص: 386 ] وأما " التفاسير الثلاثة " المسئول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة " البغوي " لكنه مختصر من " تفسير الثعلبي " وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التي فيه وحذف أشياء غير ذلك .
وأما " الواحدي " فإنه تلميذ الثعلبي وهو أخبر منه بالعربية ; لكن الثعلبي فيه سلامة من البدع وإن ذكرها تقليدا لغيره . وتفسيره و " تفسير الواحدي البسيط والوسيط والوجيز " فيها فوائد جليلة وفيها غث كثير من المنقولات الباطلة وغيرها .
وأما " الزمخشري " فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد وغير ذلك من أصول المعتزلة .
و " أصولهم خمسة " يسمونها التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لكن معنى " التوحيد " عندهم يتضمن نفي الصفات ; ولهذا سمى ابن التومرت أصحابه الموحدين وهذا إنما هو إلحاد في أسماء الله وآياته .
[ ص: 387 ] ومعنى " العدل " عندهم يتضمن التكذيب بالقدر وهو خلق أفعال العباد وإرادة الكائنات والقدرة على شيء ومنهم من ينكر تقدم العلم والكتاب ; لكن هذا قول أئمتهم ; وهؤلاء منصب الزمخشري فإن مذهبه مذهب المغيرة بن علي وأبي هاشم وأتباعهم . ومذهب أبي الحسين والمعتزلة الذين على طريقته نوعان : مسايخية وخشبية .
وأما " المنزلة بين المنزلتين " فهي عندهم أن الفاسق لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه كما لا يسمى كافرا فنزلوه بين منزلتين .
و " إنفاذ الوعيد " عندهم معناه أن فساق الملة مخلدون في النار لا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك كما تقوله الخوارج .
و " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " يتضمن عندهم جواز الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف . وهذه الأصول حشا [ بها ] كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين .
و " تفسير القرطبي " خير منه بكثير وأقرب إلى طريقة أهل الكتاب والسنة وأبعد من البدع وإن كان كل من هذه الكتب لا بد أن يشتمل على ما ينقد ; لكن يجب العدل بينها [ ص: 388 ] وإعطاء كل ذي حق حقه .
و " تفسير Multitarajem.php?tid=13365,13366ابن عطية " خير من تفسير الزمخشري وأصح نقلا وبحثا وأبعد عن البدع وإن اشتمل على بعضها ; بل هو خير منه بكثير ; بل لعله أرجح هذه التفاسير ; لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها .
وثم تفاسير أخر كثيرة جدا كتفسير ابن الجوزي والماوردي .