} وهذا مذهب جماهير السلف والخلف من الأئمة الأربعة وغيرهم وقد روي عن ابن عمر : أنه كره نكاح النصرانية وقال : لا أعلم شركا أعظم ممن تقول : إن ربها عيسى ابن مريم .
وهو اليوم مذهب طائفة من أهل البدع وقد احتجوا بالآية التي في سورة البقرة وبقوله { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } والجواب عن آية البقرة من ثلاثة أوجه .
فإذا قيل : أهل الكتاب لم يكونوا من هذه الجهة مشركين ; فإن الكتاب الذي أضيفوا إليه لا شرك فيه كما إذا قيل : المسلمون وأمة محمد لم يكن فيهم من هذه الجهة لا اتحاد ولا رفض ولا تكذيب بالقدر ولا غير ذلك من البدع وإن كان بعض الداخلين في الأمة قد ابتدع هذه البدع ; لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة فلا يزال فيها من هو متبع لشريعة التوحيد ; بخلاف أهل الكتاب ولم يخبر الله عز وجل عن أهل الكتاب أنهم مشركون بالاسم ; بل قال : عما يشركون بالفعل وآية البقرة قال فيها : [ ص: 93 ] المشركين و المشركات بالاسم والاسم أوكد من الفعل .
( الوجه الثاني أن يقال : إن شملهم لفظ ( المشركين في سورة البقرة كما وصفهم بالشرك فهذا متوجه بأن يفرق بين دلالة اللفظ مفردا ومقرونا فإذا أفردوا دخل فيهم أهل الكتاب وإذا قرنوا بأهل الكتاب لم يدخلوا فيهم كما قيل : مثل هذا في اسم الفقير والمسكين ونحو ذلك فعلى هذا يقال : آية البقرة عامة وتلك خاصة والخاص يقدم على العام .
( الوجه الثالث أن يقال : آية المائدة ناسخة لآية البقرة لأن المائدة نزلت بعد البقرة باتفاق العلماء وقد جاء في الحديث المائدة من .