فصل
جنس القوة الشهوية الحب . وجنس القوة الغضبية البغض والغضب والبغض متفقان في الاشتقاق الأكبر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=8756أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله } فإن هاتين القوتين هما الأصل وقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35335من أحب لله وأبغض لله [ ص: 435 ] وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان } فالحب والبغض هما الأصل
والعطاء عن الحب وهو السخاء والمنع عن البغض وهو الشحاحة . فأما الغضب فقد يقال : هو خصوص في البغض وهو الشدة التي تقوم في النفس التي يقترن بها غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا هو الغضب الخاص ولهذا تعدل طائفة من المتكلمين عن مقابلة الشهوة بالغضب إلى مقابلتها بالنفرة ومن قابل الشهوة بالغضب فيجب أن لا يريد الغضب الخاص فإن نسبة هذا إلى النفرة نسبة الطمع إلى الشهوة فأما الغضب العام فهو القوة الدافعة البغضية المقابلة للقوة الجاذبة الحبية .