[ ص: 440 ] سورة النمل قال شيخ الإسلام هذا تفسير آيات أشكلت حتى لا يوجد في طائفة من كتب التفسير إلا ما هو خطأ [ فيها ] .
منها
قوله تعالى { من جاء بالحسنة فله خير منها } الآية . المشهور عن
السلف أن الحسنة : لا إله إلا الله وأن السيئة الشرك وعن
السدي قال : ذلك عند الحساب ألغي بدل كل حسنة عشر سيئات فإن بقيت سيئة واحدة فجزاؤه النار إلا أن يغفر الله له .
قلت : تضعيف الحسنة إلى عشر وإلى سبعمائة ثابت في الصحاح وأن السيئة مثلها وأن الهم بالحسنة حسنة والهم بالسيئة لا يكتب .
فأهل القول الأول قالوه لأن أعمال البر داخلة في التوحيد ; فإن عبادة الله بما أمر به كما قال : {
بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن } الآية . وقال تعالى : {
ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة } الآية .
[ ص: 441 ] فالكلمة الطيبة التوحيد وهي كالشجرة والأعمال ثمارها في كل وقت وكذلك السيئة هي العمل لغير الله وهذا هو الشرك ; فإن الإنسان حارث همام لا بد له من عمل ولا بد له من مقصود يعمل لأجله . وإن عمل لله ولغيره فهو شرك .
والذنوب من الشرك فإنها طاعة للشيطان . قال : {
إني كفرت بما أشركتموني من قبل } الآية وقال : {
ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان } الآية . وفي الحديث : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=41978وشر الشيطان وشركه } لكن إذا كان موحدا وفعل بعض الذنوب نقص توحيده كما قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=23829لا يزني الزاني } إلخ . ومن ليس بمؤمن فليس بمخلص وفي الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=597791تعس عبد الدينار } إلخ . وحديث
أبي بكر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=597792قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم } إلخ ; لكن إذا لم يعدل بالله غيره فيحبه مثل حب الله بل الله أحب إليه وأخوف عنده وأرجى من كل مخلوق فقد خلص من الشرك الأكبر .