فأجاب : الحمد لله رب العالمين . ليس في هذه الأحاديث حديث - لا في الصحيح ولا في السنن وفيها ما معناه مخالف للكتاب والسنة فإنه لو وقف الرجل بعرفات خائفا من الله أن لا يغفر له ذنوبه ; لكونها كبائر لم يقل : إن الله لا يغفر له فإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فما دون الشرك إن شاء الله غفره لصاحبه وإن شاء لم يغفره لكن إذا تاب العبد من الذنب غفره الله له شركا كان أو غير شرك . كما قال تعالى : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } فهذا في حق التائب .
[ ص: 342 ] وكذلك قوله : { من حج ولم يزرني فقد جفاني } كذب فإن جفاء النبي صلى الله عليه وسلم حرام وزيارة قبره ليست واجبة باتفاق المسلمين ولم يثبت عنه حديث في زيارة قبره بل هذه الأحاديث التي تروى - من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة - وأمثال ذلك كذب باتفاق العلماء .
وقد روى الدارقطني وغيره في زيارة قبره أحاديث وهي ضعيفة .
وقد كره الإمام مالك - وهو من أعلم الناس بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالسنة التي عليها أهل مدينته من الصحابة والتابعين وتابعيهم - كره أن يقال : زرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان هذا اللفظ ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفا عند علماء المدينة لم يكره مالك ذلك .