ففي هذا الحديث أنه أوجب الصدقة على كل مسلم وجعلها خمس مراتب على البدل : الأولى الصدقة بماله فإن لم يجد اكتسب المال [ ص: 373 ] فنفع وتصدق . وفيه دليل وجوب الكسب ; فإن لم يستطع فيعين المحتاج ببدنه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يفعل فيكف عن الشر . فالأوليان تقع بمال إما بموجود أو بمكسوب والأخريان تقع ببدن إما بيد وإما بلسان .
قلت : يشبه - والله أعلم - أن يكون قوله : صدقة أي : تقوم مقام الصدقة التي للأغنياء فيكون الحديث الثاني مفسرا للأول بخلاف حديث أبي موسى فإنه موجب للصدقة أو تكون صدقة نفسه على نفسه كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر المتقدم تكف شرك عن الناس .