أنا وهو واحد ما معنا شيء
ومثل :أنا من أهوى ومن أهوى أنا
ومثل :إذا كنت ليلى وليلى أنا
وكقول من قال : لو عرف الناس الحق ما رأوا عابدا ولا معبودا .لها صلواتي بالمقام أقيمها وأشهد فيها أنها لي صلت كلانا مصل واحد ساجد إلى
حقيقته بالجمع في كل سجدة [ ص: 366 ] وما كان لي صلى سواي ولم تكن
صلاتي لغيري في أداء كل سجدة
وما زلت إياها وإياي لم تزل ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
إلي رسولا كنت مني مرسلا وذاتي بآياتي علي استدلت
رق الزجاج وراقت الخمر وتشاكلا فتشابه الأمر
فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر
وما البحر إلا الموج لا شيء غيره وإن فرقته كثرة المتعدد
وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه
فينكرون على أهل السنة إذا أثبتوا الصفات ولم يطلقوا عليها اسم الغير وهم لا يطلقون على المخلوقات اسم الغير وقد سمعت هذا التناقض من مشايخهم فإنهم في ضلال مبين .أنا من أهوى ومن أهوى أنا ؟
وقوله :إذا كنت ليلى وليلى أنا .
فهذا إنما أراد به هذا الشاعر الاتحاد الوضعي كاتحاد أحد المتحابين بالآخر الذي يحب أحدهما ما يحب الآخر ويبغض ما يبغض ويقول مثل ما يقول ويفعل مثل ما يفعل وهو تشابه وتماثل لا اتحاد العين بالعين إذ كان قد استغرق في محبوبه حتى فني به عن رؤية نفسه كقول الآخر :غبت بك عني فظننت أنك أني