وسئل هل ينقض الوضوء النوم جالسا أم لا ؟ وإذا كان الرجل جالسا محتبيا بيديه فنعس وانفلتت حبوته وسقطت يده على الأرض ومال لكنه لم يسقط جنبه إلى الأرض : هل يجب عليه الوضوء أم لا ؟ .
ويدل على هذا ما في الصحيحين : أن النبي { nindex.php?page=hadith&LINKID=598626كان ينام حتى ينفخ ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ } لأنه كان تنام عيناه ولا ينام قلبه فكان يقظان . فلو خرج منه شيء لشعر به . وهذا يبين أن النوم ليس بحدث في نفسه ; إذ لو كان حدثا لم يكن فيه فرق بين النبي وغيره كما في البول والغائط وغيرهما من الأحداث .
ثم بعد هذا للعلماء ثلاثة أقوال : قيل : ينقض ما سوى نوم القاعد مطلقا . كقول مالك وأحمد في رواية .
وقيل : لا ينقض نوم القائم والقاعد وينقض نوم الراكع والساجد ; [ ص: 230 ] لأن القائم والقاعد لا ينفرج فيهما مخرج الحدث كما ينفرج من الراكع والساجد .
وقيل : لا ينقض نوم القائم والقاعد والراكع والساجد بخلاف المضطجع وغيره . كقول أبي حنيفة وأحمد في الرواية الثالثة . لكن مذهب أحمد التقييد بالنوم اليسير .
وأيضا فإن النوم في هذه الأحوال يكون يسيرا في العادة ; إذ لو استثقل لسقط . والقاعد إذا سقطت يداه إلى الأرض فيه قولان . والأظهر في هذا الباب أنه إذا شك المتوضئ : هل نومه مما ينقض أو ليس مما ينقض ؟ فإنه لا يحكم بنقض الوضوء ; لأن الطهارة ثابتة بيقين فلا تزول بالشك . والله أعلم .