ومن حرم الطيبات التي أحلها الله من الطعام واللباس والنكاح وغير ذلك واعتقد أن ترك ذلك مطلقا هو أفضل من فعله لمن يستعين به على طاعة الله كان معتديا معاقبا على تحريمه ما أحل الله ورسوله وعلى تعبده لله تعالى بالرهبانية ورغبته عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما فرط فيه من الواجبات وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
فأصل الدين فعل الواجبات وترك المحرمات . فما تقرب العبد [ ص: 137 ] إلى الله بأفضل من أداء ما افترض عليه ولا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه . فالنوافل المستحبة التي لا تمنع الواجبات : مما يرفع الله بها الدرجات وترك فضول المباحات وهو ما لا يحتاج إليها لفعل واجب ولا مستحب مع الإيثار بها مما يثيب الله فاعله عليه ومن تركها لمجرد البخل لا للتقرب إلى الله لم يكن محمودا .
وكذلك اللباس : فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما ومن لبس [ ص: 139 ] جميل الثياب إظهارا لنعمة الله واستعانة على طاعة الله كان مأجورا . ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما . فإن الله لا يحب كل مختال فخور .