( الثالث أن القلب ملك البدن والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده والنية عمل الملك بخلاف الأعمال الظاهرة فإنها عمل الجنود .
[ ص: 245 ] كتوبة المجبوب عن الزنا وكتوبة المقطوع اللسان عن القذف وغيره . وأصل التوبة عزم القلب وهذا حاصل مع العجز .
( الخامس أن النية لا يدخلها فساد بخلاف الأعمال الظاهرة فإن النية أصلها حب الله ورسوله وإرادة وجهه وهذا هو بنفسه محبوب لله ورسوله مرضي لله ورسوله والأعمال الظاهرة تدخلها آفات كثيرة وما لم تسلم منها لم تكن مقبولة ; ولهذا كانت أعمال القلب المجردة أفضل من أعمال البدن المجردة . كما قال بعض السلف : قوة المؤمن في قلبه وضعفه في جسمه وقوة المنافق في جسمه وضعفه في قلبه وتفصيل هذا يطول . والله أعلم .