[ ص: 94 ] وسئل رحمه الله عن رجل أعطاه أخ له شيئا من الدنيا أيقبله ؟ أم يرده ؟ وقد ورد { من جاءه شيء بغير سؤال فرده فكأنما رده على الله } هل هو صحيح ؟ أم لا ؟
فتبين بهذين الحديثين أن الإنسان إذا كان سائلا بلسانه أو [ ص: 95 ] مشرفا إلى ما يعطاه فلا ينبغي أن يقبله إلا حيث تباح له المسألة والاستشراف . وأما إذا أتاه من غير مسألة ; ولا إشراف فله أخذه إن كان الذي أعطاه أعطاه حقه كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عمر من بيت المال فإنه قد كان عمل فأعطاه عمالته وله أن لا يقبله كما فعل حكيم بن حزام ما لا يستحقه عليه فإن قبله وكان من غير إشراف له عليه فقد أحسن .
[ ص: 97 ] قوله : " لم يرزأ " : أي لم ينقص لا لم يسأل كما يدل عليه السياق .
ففيه أن حكيما ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقبل من أحد شيئا وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وكذلك الخلفاء بعده . وهذا حجة في جواز الرد وإن كان عن غير مسألة ولا إشراف .