[ ص: 20 ] وسئل رحمه الله عن زيارة " القدس " و " قبر الخليل عليه السلام " وما في أكل الخبز والعدس من البركة ونقله من بلد إلى بلد للبركة وما في ذلك من السنة والبدعة .
وقد ذكر بعض المتأخرين من العلماء : أنه لا بأس بالسفر إلى [ ص: 22 ] المشاهد واحتجوا { nindex.php?page=hadith&LINKID=68498بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل سبت راكبا وماشيا } أخرجاه في الصحيحين ولا حجة لهم فيه ; لأن قباء ليست مشهدا ; بل مسجد وهي منهي عن السفر إليها باتفاق الأئمة ; لأن ذلك ليس بسفر مشروع ; بل لو سافر إلى قباء من دويرة أهله لم يجز ولكن لو سافر إلى المسجد النبوي ثم ذهب منه إلى قباء فهذا يستحب كما يستحب زيارة قبور أهل البقيع وشهداء أحد .
ثم وقف بعض الناس وقفا للعدس والخبز وليس هذا وقفا من الخليل ولا من أحد من بني إسرائيل ولا من النبي صلى الله عليه وسلم ولا من خلفائه ; بل قد روي { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أطلق تلك القرية للدارميين } ولم يأمرهم أن يطعموا عند مشهد الخليل - عليه السلام - لا خبزا ولا عدسا ولا غير ذلك . فمن اعتقد أن الأكل من هذا الخبز والعدس مستحب شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فهو مبتدع ضال بل من اعتقد أن العدس مطلقا فيه فضيلة فهو جاهل . والحديث الذي يروى : { nindex.php?page=hadith&LINKID=599931كلوا العدس فإنه يرق القلب وقد قدس فيه سبعون نبيا } حديث مكذوب مختلق باتفاق أهل العلم . ولكن العدس هو مما اشتهاه اليهود . وقال الله تعالى لهم : { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير } .
ومن الناس من يتقرب إلى الجن بالعدس فيطبخون عدسا ويضعونه في المراحيض أو يرسلونه ويطلبون من الشياطين بعض ما يطلب منهم كما يفعلون مثل ذلك في الحمام وغير ذلك وهذا من الإيمان بالجبت والطاغوت .
و " جماع دين الإسلام " : أن يعبد الله وحده لا شريك له ويعبد [ ص: 24 ] بما شرعه سبحانه وتعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الواجبات والمستحبات والمندوبات . فمن تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة فهو ضال والله أعلم .