فأجاب أما سفر صاحب العيال فإن كان السفر يضر بعياله لم يسافر ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=600228كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت } وسواء كان تضررهم لقلة النفقة أو لضعفهم وسفر مثل هذا حرام . وإن كانوا لا يتضررون بل يتألمون وتنقص أحوالهم فإن لم يكن في السفر فائدة جسيمة تربو على ثواب مقامه عندهم كعلم يخاف فوته وشيخ يتعين الاجتماع به ; وإلا فمقامه عندهم أفضل وهذا لعمري إذا صحت نيته في السفر كان مشروعا .
وأما إن كان كسفر كثير من الناس إنما يسافر قلقا وتزجية للوقت فهذا مقامه يعبد الله في بيته خير له بكل حال ويحتاج صاحب هذه [ ص: 29 ] الحال أن يستشير في خاصة نفسه رجلا عالما بحاله وبما يصلحه مأمونا على ذلك ; فإن أحوال الناس تختلف في مثل هذا اختلافا متباينا . والله سبحانه وتعالى أعلم .