. [ ص: 257 ] وأما الفتنة في القبور فهي الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم " محمد " ؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن : الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي . ويقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه . فينتهرانه انتهارة شديدة - وهي آخر فتنه التي يفتن بها المؤمن - فيقولان له : كما قالا أولا . وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفتنة من حديث البراء بن عازب وأنس بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم وهي عامة للمكلفين ; إلا النبيين فقد اختلف فيهم . وكذلك اختلف في غير المكلفين كالصبيان والمجانين . فقيل : لا يفتنون لأن المحنة إنما تكون للمكلفين وهذا قول القاضي Multitarajem.php?tid=13371,13372وابن عقيل .
وعلى هذا فلا يلقنون بعد الموت . وقيل يلقنون ويفتنون أيضا وهذا قول أبي حكيم وأبي الحسن بن عبدوس ونقله عن أصحابه وهو مطابق لقول من يقول : إنهم يكلفون يوم القيامة كما هو قول أكثر أهل العلم وأهل السنة من أهل الحديث والكلام . وهو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه عن أهل السنة واختاره وهو مقتضى نصوص nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .