فصل
ومن الحقوق الأبضاع فالواجب الحكم بين الزوجين بما أمر الله تعالى به من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان . فيجب على كل من الزوجين أن يؤدي إلى الآخر حقوقه بطيب نفس وانشراح صدر ; فإن
للمرأة على الرجل حقا في ماله وهو الصداق والنفقة بالمعروف . وحقا في بدنه وهو العشرة والمتعة ; بحيث لو آلى منها استحقت الفرقة بإجماع المسلمين وكذلك
لو كان مجبوبا أو عنينا لا يمكنه جماعها فلها الفرقة ;
ووطؤها واجب عليه عند أكثر العلماء .
[ ص: 384 ] وقد قيل : إنه لا يجب اكتفاء بالباعث الطبيعي . والصواب : أنه واجب كما دل عليه الكتاب والسنة والأصول . وقد {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25490قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه - لما رآه يكثر الصوم والصلاة - : إن لزوجك عليك حقا } .
ثم قيل : يجب عليه وطؤها كل أربعة أشهر مرة . وقيل : يجب وطؤها بالمعروف على قدر قوته وحاجتها . كما تجب النفقة بالمعروف كذلك ; وهذا أشبه .
وللرجل عليها أن يستمتع منها متى شاء ما لم يضر بها أو يشغلها عن واجب . فيجب عليها أن تمكنه كذلك .
ولا تخرج من منزله إلا بإذنه أو بإذن الشارع . واختلف الفقهاء
هل عليها خدمة المنزل كالفرش والكنس والطبخ ونحو ذلك ؟ فقيل : يجب عليها . وقيل : لا يجب . وقيل : يجب الخفيف منه .